منتديات رسولي قدوتي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى خاص بالمواضيع الثقافية والمواضيع العامة ..


2 مشترك

    تفسير فاتحة الكتاب...سورة الفاتحة

    هدوء المطر
    هدوء المطر
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 77
    نقاط : 173
    تاريخ التسجيل : 17/02/2010
    العمر : 28
    الموقع : في قلب أحد

    تفسير فاتحة الكتاب...سورة الفاتحة  Empty تفسير فاتحة الكتاب...سورة الفاتحة

    مُساهمة من طرف هدوء المطر الثلاثاء فبراير 08, 2011 11:12 pm









    تفسير الفاتحة وهي مكية

    ‏ ‏
    ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ‏}‏
    أي‏:‏ أبتدئ بكل اسم لله تعالى‏,‏ لأن لفظ ‏
    {‏اسم‏}‏ مفرد مضاف‏,‏ فيعم جميع الأسماء ‏[‏الحسنى‏]‏‏
    .‏ ‏{‏اللَّهِ‏}‏ هو المألوه المعبود‏,‏ المستحق لإفراده بالعبادة‏
    لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال‏.‏
    ‏{‏الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏
    اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة

    التي وسعت كل شيء‏
    ‏ وعمت كل حي‏,‏ وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله‏
    ‏ فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة‏
    ‏ ومن عداهم فلهم نصيب منها‏.‏
    واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها‏
    الإيمان بأسماء الله وصفاته‏,‏ وأحكام الصفات‏.‏
    فيؤمنون مثلًا‏,‏ بأنه رحمن رحيم‏
    ذو الرحمة التي اتصف بها‏,‏ المتعلقة بالمرحوم‏.
    ‏ فالنعم كلها‏,‏ أثر من آثار رحمته‏
    ‏ وهكذا في سائر الأسماء‏.‏ يقال في العليم‏:‏ إنه عليم ذو علم‏
    يعلم ‏[‏به‏]‏ كل شيء‏,‏ قدير‏,‏ ذو قدرة يقدر على كل شيء‏.‏
    ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ‏}‏
    ‏[‏هو‏]‏ الثناء على الله بصفات الكمال‏
    ‏ وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل‏
    ‏ فله الحمد الكامل‏,‏ بجميع الوجوه‏.‏ ‏
    {‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ الرب‏,‏ هو المربي جميع العالمين

    ـ وهم من سوى الله ـ

    بخلقه إياهم‏,‏ وإعداده لهم الآلات‏
    وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة‏,‏ التي لو فقدوها‏
    لم يمكن لهم البقاء‏.‏ فما بهم من نعمة‏,‏ فمنه تعالى‏.‏
    وتربيته تعالى لخلقه نوعان‏:‏ عامة وخاصة‏.‏



    فالعامة‏:‏
    هي خلقه للمخلوقين‏,‏ ورزقهم‏
    وهدايتهم لما فيه مصالحهم‏
    ‏ التي فيها بقاؤهم في الدنيا‏.‏
    والخاصة‏:
    ‏ تربيته لأوليائه‏,‏ فيربيهم بالإيمان‏,‏ ويوفقهم له‏
    ‏ ويكمله لهم‏
    ‏ ويدفع عنهم الصوارف‏,‏ والعوائق الحائلة بينهم وبينه‏
    ‏ وحقيقتها‏:‏ تربية التوفيق لكل خير‏,‏ والعصمة عن كل شر‏.
    ‏ ولعل هذا ‏[‏المعنى‏]‏
    هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء
    بلفظ الرب‏.‏
    فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة‏.‏



    فدل قوله

    ‏{‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ على انفراده بالخلق والتدبير‏
    والنعم‏,‏ وكمال غناه‏,‏ وتمام فقر العالمين إليه‏
    ‏ بكل وجه واعتبار‏.‏
    ‏{‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}‏
    المالك‏:‏ هو من اتصف بصفة الملك
    التي من آثارها أنه يأمر وينهى‏,‏ ويثيب ويعاقب‏
    ‏ ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات‏
    ‏ وأضاف الملك ليوم الدين‏,‏ وهو يوم القيامة‏
    ‏ يوم يدان الناس فيه بأعمالهم‏,‏ خيرها وشرها‏
    ‏ لأن في ذلك اليوم‏,‏ يظهر للخلق تمام الظهور‏
    ‏ كمال ملكه وعدله وحكمته‏
    ‏ وانقطاع أملاك الخلائق‏.‏
    حتى ‏[‏إنه‏]‏ يستوي في ذلك اليوم‏,‏ الملوك والرعايا

    والعبيد والأحرار‏.‏
    كلهم مذعنون لعظمته
    ‏ خاضعون لعزته‏,‏ منتظرون لمجازاته‏,‏ راجون ثوابه‏
    خائفون من عقابه‏,‏ فلذلك خصه بالذكر
    ‏ وإلا‏,‏ فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام‏.‏
    وقوله ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}‏
    أي‏:‏ نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة‏
    ‏ لأن تقديم المعمول يفيد الحصر‏
    ‏ وهو إثبات الحكم للمذكور‏
    ونفيه عما عداه‏.‏ فكأنه يقول‏:‏
    نعبدك‏ ولا نعبد غيرك ونستعين بك‏,‏ ولا نستعين بغيرك‏.‏
    وقدم العبادة على الاستعانة‏,‏ من باب تقديم العام

    على الخاص‏
    واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده‏.‏
    و‏{‏العبادة‏}‏

    اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال‏
    والأقوال الظاهرة والباطنة‏.‏
    والاستعانة‏}‏
    هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع‏
    ودفع المضار‏,‏ مع الثقة به في تحصيل ذلك‏.‏
    والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية‏,‏ والنجاة من جميع الشرور‏
    ‏ فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما‏
    ‏ وإنما تكون العبادة عبادة‏
    ‏ إذا كانت مأخوذة عن رسول الله
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    مقصودا بها وجه الله‏.‏ فبهذين الأمرين تكون عبادة‏,
    ‏ وذكر ‏{‏الاستعانة‏}‏ بعد ‏{‏العبادة‏}‏ مع دخولها فيها‏
    ‏ لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى‏.
    ‏ فإنه إن لم يعنه الله‏,‏ لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر‏
    ‏ واجتناب النواهي‏.‏
    ثم قال تعالى‏:‏
    ‏{‏اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ‏}‏
    أي‏:‏ دلنا وأرشدنا‏,‏ ووفقنا للصراط المستقيم‏
    ‏ وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله
    ‏ وإلى جنته‏,‏ وهو معرفة الحق والعمل به‏
    ‏ فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط‏.‏
    فالهداية إلى الصراط‏:‏ لزوم دين الإسلام‏
    ‏ وترك ما سواه من الأديان‏,‏ والهداية في الصراط
    ‏ تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا‏.
    ‏ فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد

    ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به
    في كل ركعة من صلاته‏,‏ لضرورته إلى ذلك‏.‏
    وهذا الصراط المستقيم هو‏:‏ ‏

    {‏صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏}
    ‏ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‏.‏

    ‏{‏غَيْرِ‏}‏ صراط ‏{‏الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏}‏ الذين عرفوا الحق

    وتركوه كاليهود ونحوهم‏.‏
    وغير صراط ‏{‏الضَّالِّينَ‏}‏
    الذين تركوا الحق على جهل وضلال‏,‏ كالنصارى ونحوهم‏.‏
    فهذه السورة على إيجازها‏
    قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن‏
    ‏ فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة‏:
    توحيد الربوبية يؤخذ من قوله‏:‏
    ‏{‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏
    وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة‏
    ‏ يؤخذ من لفظ‏:‏ ‏{‏اللَّهِ‏}‏ ومن قوله‏:‏ ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ‏}‏
    وتوحيد الأسماء والصفات
    وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى‏
    التي أثبتها لنفسه‏
    ‏ وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه
    ‏ وقد دل على ذلك لفظ ‏{‏الْحَمْدُ‏}‏ كما تقدم‏.
    ‏ وتضمنت إثبات النبوة في قوله‏:‏
    ‏{‏اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ‏}
    ‏ لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة‏.‏
    وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله‏:‏
    ‏{‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}
    ‏ وأن الجزاء يكون بالعدل‏,‏ لأن الدين معناه الجزاء بالعدل‏.‏
    وتضمنت إثبات القدر‏,‏ وأن العبد فاعل حقيقة‏
    خلافا للقدرية والجبرية‏.‏
    بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع

    [‏والضلال‏]‏ في قوله‏:‏
    ‏{‏اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ‏}
    ‏ لأنه معرفة الحق والعمل به‏.‏ وكل مبتدع ‏[‏وضال‏]
    ‏ فهو مخالف لذلك‏.‏
    وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى‏
    ‏ عبادة واستعانة في قوله‏:‏

    ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}
    ‏ فالحمد لله رب العالمين‏




    ............
    تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)
    للشيخ عبدالرحمن السعدى
    ..............




    تفسير سورة الفاتحةمحمد بن صالح العثيمين

    1

    2

    روابط اخرى

    1

    2

    **********************************
    avatar
    سالم حمد
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 4
    نقاط : 7
    تاريخ التسجيل : 13/02/2011

    تفسير فاتحة الكتاب...سورة الفاتحة  Empty رد: تفسير فاتحة الكتاب...سورة الفاتحة

    مُساهمة من طرف سالم حمد الأربعاء فبراير 16, 2011 1:02 pm

    مشكورة اختي على نقل التفسير سورة الفاتحه

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 11:21 am