منتديات رسولي قدوتي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى خاص بالمواضيع الثقافية والمواضيع العامة ..


    الرعاية النفسية للمسنين ( للصف العاشر )

    هدوء المطر
    هدوء المطر
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 77
    نقاط : 173
    تاريخ التسجيل : 17/02/2010
    العمر : 28
    الموقع : في قلب أحد

    الرعاية النفسية للمسنين ( للصف العاشر )  Empty الرعاية النفسية للمسنين ( للصف العاشر )

    مُساهمة من طرف هدوء المطر الإثنين فبراير 14, 2011 2:31 am

    يلعب الاستقرار النفسي للمسن دوراً مهماً في تعزيز ثقته بنفسه والحفاظ على توازنه النفسي والعاطفي ، ولعل مشاركته الاجتماعية في نشاطات الأسرة وإعطاءه الفرصة للتعبير عن رأيه في قضاياها المخلتفة ما يعني له الكثير ويحقق له الاستقرار المنشود. ويمثل الاحتفاظ بذاكرة متيقظة وحاضرة عند كبار السن إلى أبعد مدى من حياتهم ،حلماً لا يراودهم هم فقط ، يل يراود بال ذويهم أيضاً .أن قوة ويقظة الذاكرة البشرية تتعلق عادة بعوامل صحية وبيئية ووراثية ، فليس كل مسن بالضرورة يمكن أن تضعف ذاكرته أو يفقدها ، فبعض المسنين يحتفظون بذاكرتهم بالكامل حتى آخر يوم من حياتهم.وتشير الأبحاث الطبية إلى أن استخدام المخ بشكل مستمر يحافظ على القدرات العقلية أكثر ، فممارسة أي عمل عقلي يعمل على ضخ الدم بكميات كبيرة إلى المخ، ما يحافظ على حيوية الخلايا فيه ويحتفظ بقدراته لفترات أطول.
    * ما أكثر ما يؤثر على المسن ويسبب له الاضطراب النفسي؟
    - يعد إهمال المحيطين بالمسن له من أكبر المشكلات التي تترك أثراًً عميقاً في نفسه يصعب علاجه، إن عزلة بغرفة خاصة به يعد كارثة وجريمة مهما كانت تلك الغرفة مجهزة بوسائل الترفية والراحة .ورد الجميل الحقيقي لكبار السن يكون بإتاحة المجال أمامهم لمشاركة العائلة الرأي والمشورة والمناقشات ،واصطحابهم في الرحلات الخارجية مثل أي شخص في الأسرة ، وهذا من شأنه أن يعزز ثقة المسن بنفسه لإحساسه بأنه له دور ومكانة ،وأنه لم يفقد أسرته وما زال رأيه مسموعاً والكل يكن له الاحترام ، وينشط خلايا دماغه نحو التفكير الإيجابي ،ويساعده على الاحتفاظ بقدراته العقلية إلى أبعد مدى ممكن . فضلاً عن أن ذلك يساعد في استقراره وراحته النفسية .
    متى يراود الإنسان الشعور بالشيخوخة ؟-
    إصابتة بالأمراض العضوية المزمنة ، وضعف قدراته الحركية وقوته البدنية ،وانسحابه من دوره العملي وتقاعده عن العمل الوظيفي ، أهم ثلاثة عوامل تشعره أنه تقدم في السن ،وتشكل منعطفاً خطيراً في حياته إن لم يحسن المحيطين به التصرف معه.
    * ما أهم الأمراض النفسية والعصبية التي يتعرض لها المسن ؟
    - عادة ما ينتشر بينهم الاكتئاب ، والقلق ، وضعف الذاكرة ، والميل إلى العزلة والشعور بالوحدة ، والفصام ، وضعف القدرة في التحكم بالأطراف ، والإعاقة ، والسقوط المتكرر عند المشي ، وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية بالكفاءة نفسها.
    * ما الممارسات الخاطئة التي يقع فيها أفراد الأسرة وتترك أثراً نفسيا على المسن؟
    - علينا أن نعي أن المسن يتمتع بحساسية عالية وشعور مرهف تجاه أي حركة أو لفظة تصدر عن المحيطين به، والميزان الصحيح للتعامل معه هو أن تتخيل نفسك مكانه ، ثم تحكم هل هذا التصرف يزعجك أم لا ؟إن تجاهل المسن وعزله عن نشاطات الأسرة الداخلية أو الخارجية ومشكلاتها الحياتية بدعوى الحفاظ عليه وعدم تعريضه للتعب ، فكرة خاطئة تترك آثارها المدمرة التي لا يمحى بسهولة ، فهو أكثرنا احتياجاً إلى الحركة والنشاط البدني والفكري ،وإلا فإن الصورة المقابلة ستكون ضمور العضلات وتتيبس المفاصل نتيجة عدم الحركة ،وتدهور في قدرات خلاياه الذهنية والعقلية لعدم مشاركته في التفكير ، وفي هذا إساءة بالغة له.
    * كيف تؤثر تلك السلوكيات على المسن ؟
    - تساهم إلى حد كبير بشعوره بالاكتئاب والتذمر وأحياناً كره الحياه ، وإهمال الناس له يشعره أن الجميع يتمنون موته وأنه يقترب من الموت كل يوم، ما يجعله عرضة للأمراض النفسية بأنواعها .
    * إذا كيف نحقق له الأمن النفسي؟
    - أشرنا إلى عدم أهماله أو عزله في غرفة منفصلة ، ومن الأهمية أن ندرك أن مشاركة المسن بأي عمل مهما كان بسيطاً ويبدو في نظرنا تافهاُ وإشراكه في الحياة الاجتماعية بكل معانيها، وإشباع حاجاته العاطفية والنفسية من دون خجل أو حرج بل بفخر ، فهذا من شأنه أن يشعره بالثياب النفسي والسكينة والإطمئنان ، بالإضافة إلى المحافظة على صحته البدنية من خلال المتابعة الدورية مع الأطباء للسيطرة على الأمراض المزمنة في حال وجودها ، مثل الضغط والسكري.* كيف نجسر الفجوة بين الجيل الجديد الذي يعتقد أنه بارع في تقنيات العصر وينظر إلى الجيل القديم ( كبار السن) على أنهم لا حظ له في هذا المجال ، ما يجعل التواصل معدوماً بينهم ؟- هذه نظرة قاصرة ، وعلى جيل الشباب أن يعي أن الاختلاف هنا في الأدوات فقط، وليس في الأفكار والتجارب ، التي هي بلا شك أكثر وضوحاً ونضجاً عند الكبار ، فنحن ما زلنا نتعلم حتى اليوم ونأخذ الحكمة من علمائنا السابقين ، على الرغم من أنهم توفوا من قرون طويلة ،ولا زلنا نتتلمذ على نظريات أفلاطون وسقراط رغم الحداثة والتقدم في هذا العصر.أما الأدوات الحديثة كإستعمال الكمبيوتر وإلإنترنت وغيرها فهي ليست الأصل وهي تمثل تطور طبيعي لا مانع أن يستفيد منه الجيل الجديد، نحن بحاجة إلى حكمة هؤلاء الكبار والاستفادة من تجاربهم في الحياة ، وإذا نظرنا إلى المسألة من هذه الزاوية ستردم الهوة بين الجيلين وسيبقى إحترام كبار السن موجوداً لن يغيب .
    * ما الفحوص النفسية الدورية التي يجب على الأهل إجراؤها للمسن؟
    - مشاركته الفعاليات والأنشطة اليومية كفيل براحته والحفاظ على توازنه . أما المؤشرات الخطيرة التي تستوجب المسارعة بعرضه على الطبيب النفسي ، فهي قلة الكلام ، والرغبة في العزلة وعدم المشاركة في الحياة الاجتماعية للأسرة ، وقلة النوم والشهية للطعام ، والبكاء الدائم ،والخوف الشديد ،والإكثار من الحديث عن المرض والموت.


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:06 am